سقياً لأيامِ الشبابِ الغابرهْ
مرتْ كحلمٍ في ليالٍ ماطرهْ
عمرٌ تضيِّعهُ السنونُ غوايةً
وتنوسُ فيه الذكرياتُ الخاسرهْ
أبحرتُ من زمنِ الجفافِ لمرفإٍ
شطآنهُ مثل الطلولِ السادرهْ
وسبحتُ في بحرِ الهوى مستسلماً
للموجِ أشكو من خُطَايَ العاثرهْ
حَطّتْ رحالي واسترحتُ من السرى
فرحاً تطوقني الأماني الزاهرهْ
أحيا غريباً في بلادٍ أقفرتْ
إلا من الريحِ الجموحِ الغادرهْ
هذي بقايا العمرِ أخلقها البلى
ونبا الزمانُ بها فهامَتْ عابرهْ
لا تنسني يا ليل واسكبْ خمرتي
فلربَ يومٍ تستفيقُ الذاكرهْ
سالت على الأمس المهاجرِ أدمعي
ويلٌ لقلبي هلْ سيلقى هاجرهْ؟
أشتاقُ للبوحِ الوديع إذا سرى
وإلى السعير على الشفاه الساحرهْ
لا الدهرُ أرجعَ للشبابِ بريقهُ
والقلبُ يغرقُ في المآسي القاهرهْ
و الروحُ تكمنُ في حدائقِ مقلتي
ظمأى تظلُّ إلى الفضاء مسافرهْ
إنْ كانَ نجمكَ يا فؤادي قد هوى
فانسجْ من الأحلامِ دنيا عاطرهْ
كم عَاشقٍ أغوَتْهُ أحلامُ الصبا
وعلى الطُيوفِ الخضرِ أطبقَ ناظِرَهْ
فاقطفْ أيا قلبي النجومَ مُنسِّقاً
عقداً لفاتنةٍ أتَتْكَ كزائرهْ